لكن كيان "العصبة الحضرمية" خفت صوته، أخيراً، بعد اندلاع الحرب في اليمن في مارس/آذار الماضي. وكانت قد أقرّت وثيقة مخرجات "الحوار الوطني" الذي اختتم في يناير/كانون الثاني 2014، أن تكون حضرموت إقليماً مستقلاً إلى جانب شبوة وسقطرى والمهرة، الأمر الذي أثار سخط مؤيدي انفصال جنوب اليمن الذين رأوا أن هذا التقسيم هدفه ضرب المشروع الانفصالي. ومع ارتفاع نبرة صوت الانفصال في جنوب اليمن بعد تحرير عدن، عادت أصوات حضرمية لتطالب بأن يكون لحضرموت الحق في تقرير مصيرها في أي تسوية سياسية جديدة تستهدف شكل الدولة. " أعلنت جمهورية اليمن ضم حضرموت عنوة تحت إدارتها، لتعاني طيلة تلك الفترة من التهميش والتبعية " وتثير الوثيقة المسرّبة جملة من التساؤلات، تكمن في ماهية الهدف من نشرها في الوقت الراهن، على الرغم من أنّ نصوصها ترجح أن تكون صادرة قبيل انطلاق "عاصفة الحزم". كما تساءل البعض عمّا إذا كان مسرّب الوثيقة يهدف إلى ضرب مشروع فصل جنوب اليمن أم أنّ الوثيقة سربت بإيعاز خليجي لخلق حالة من التوازن جنوب اليمن، تضمن عدم سيطرة طرف على المشهد السياسي. فيما تساءل آخرون عمّا إذا كان الهدف جس نبض الشارع الحضرمي تجاه الفكرة.
في المقابل، دعا الدكتور عبد الله بن محفوظ (من أصول حضرمية) الذي يتقلّد منصباً حكومياً في المملكة، على حسابه عبر "تويتر" حلف قبائل حضرموت، بأن يرعى هذه المطالب لصالح من سمّاهم "أهل السنة والإنسان والأرض"، قائلاً إنّ "قبائل حضرموت ستدعم هذا المطلب، ولا يهمنا الرأي الدولي، ولن ننتظر لنصبح مثل سورية والعراق". بدوره، أيّد الناشط مدرك باسلوم الفكرة، مهاجماً معارضيها بالقول: "ينادون ليلاً نهاراً بضم حضرموت تحت دويلات ينخر فيها الفساد والفقر والجهل، وعندما نادى آخرون بضمها إلى مملكة بحجم الإقليم وصموهم بالخيانة والتبعية". تاريخياً، لم تنضو حضرموت تحت "اتحاد الجنوب العربي" الذي تكوّن أثناء الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وانتهى عام 1967، بل ارتبطت مباشرة بمندوب بريطاني كان يشرف عليها بحسب ضوابط محددة. وكان لحضرموت جوازات سفر خاصة وجيش خاص، يطلق عليه اسم " جيش البادية الحضرمي "، قبل أن تعلن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ضم حضرموت عنوة تحت إدارتها، لتعاني طيلة تلك الفترة من التهميش والتبعية. وفي السنوات الأخيرة، ارتفعت أصوات، وإن كانت لا تزال محدودة، تنادي بحق تقرير المصير لحضرموت. كما تشكّل كيان عُرف بـ "العصبة الحضرمية"، نادى بحق تقرير المصير، وأقيم عدد من الفعاليات في هذا الاتجاه.
ومن جانبه قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسيه والاستراتيجيه ان الحديث عن وثيقه لبعض قبائل حضر موت تطالب بضم المدينه للمملكه لا تعني بالضروره ان السعوديه تريد ذلك، مشيرا الي ان الامر مستبعد تماما. واضاف لـ "مصر العربيه" ان توقيع البعض علي وثيقه حضر موت لا يمثل سكان مدينه حضر موت باكملها، مشيرا الي ان الشعب اليمني بكامل طوائفه لن يقبل مثل هذا السيناريو. واكد ان احد اطروحات الحل في اليمن التقسيم وهو قد يعني انفصال حضر موت لكن لا يعني في الوقت ذاته انضمامها للسعوديه، موضحا ان الامر مستبعد تماما. وسيطر الحوثيون منذ العام الماضي، علي معظم ال محافظات اليمن يه بالتحالف مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح عقب انقلابهم بقوه السلاح علي شرعيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
الكاتب السعودي "سليمان العقيلي" يكشف حقيقة طلبه ضم "حضرموت وشبوة" إلى السعودية.. شاهد يمن دايز - خاص كشف كاتب سعودي حقيقة طلبه لضم حضرموت وشبوة إلى السعودية، موضحاً موقفه وقال الكاتب السعودي سليمان العقيلي على حسابه الرسمي في تويتر رصدها "يمن دايز" " بدأت مطابخ الكذب والتدليس والتشويه تلفيق تصريحات ومواقف منسوبة لي. " وأضاف العقيلي بقوله "اؤكد للجميع ان هذه التصريحات (المرفقة)حول حضرموت وشبوة غير صحيحة البتة وهي محض افتراء وتزوير بهدف تشويه مواقفي السياسية الوطنية والقومية. " وكانت مواقع محسوبة على الانتقالي المدعوم من الإمارات نشرت خبراً نسبته إلى الكاتب السعودي سليمان العقيلي وقالت أنه يدعو إلى ضم حضرموت وشبوة إلى السعودية ثمناً للحرب.
ومع اختلاف السياقات الحالية عن سبعينات القرن المنصرم، فإن استقراء تجارب المجالس الرئاسية التي شهدتها اليمن يؤكد فشلها في احتواء الصراع على السلطة بين الفرقاء، إذ يتغلّب الطرف الأقوى ويحتكر القرار السياسي، وبالتالي يزيح القيادات المنافسة. ومن ثم كانت تجارب المجالس الرئاسية، سواء في شمال اليمن أو جنوبه، مرحلة مهدت لحروب أهلية أشمل وأوسع نطاقا. ومن جهة أخرى، يمثل المجلس الرئاسي الحالي صيغة سياسية قسرية فرضته توافقات القوى المتدخلة في اليمن، ما يجعلها هشّة وعرضةً للتقويض، ليس فقط لتناقض مشاريع القوى المشكّلة للمجلس، بل إن أي توتر في علاقة الرعاة الإقليميين قد يفجّر صراع الوكلاء، فقد تقاسمت السعودية والإمارات المجلس الرئاسي من خلال وكلائها. ومن جهة ثانية، يكرّس التقاسم المناطقي ما بين الشمال والجنوب في تركيبة المجلس طبيعة انفصالية للسلطة الجديدة. ومن جهة ثالثة، لا تمثل تركيبة المجلس خيارا محليا حتى في معسكر خصوم الحوثي، فإلى جانب طغيان تمثيل حزب المؤتمر الشعبي العام بمختلف أجنحته، يليه حزب التجمع اليمني للإصلاح، تم استبعاد قوى لصالح تمكين قوى موالية للحلفاء، ومن ثم قد تلجأ هذه القوى إلى خياراتٍ راديكاليةٍ على الأرض، ما يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي في اليمن، فضلاً على أن تصعيد القوى العسكرية في السلطة الحالية يعني تكريس خيار العنف على حساب القوى المدنية.
خاص-شفقنا- ما كان يقال وراء الكواليس عن دور السعودية في استخدام القاعدة و "داعش"كأداة سياسية لتنفيذ اجندتها في اليمن ، اصبح يُقال وبشكل علني ، من قبل اقرب حلفاء السعودية ، عبر تسريبات استخبارتية وصحفية. الملفت ان التقارير الاستخباراتية والصحفية الغربية ، تجاوزت الاهداف التقليدية للسعودية من وراء دعم وتعزيز دور القاعدة و "داعش" في اليمن ، مثل الابقاء على اليمن كحديقة خلفية للمملكة ، وعدم السماح بقيام نظام قوي هناك ، واثارة الفتن الطائفية والقبلية ، واستغلالها من اجل الابقاء على اليمن في دائرة الفوضى وانعدام الامن ، الى استهداف وحدة وسيادة واستقرار اليمن ، عبر زرع الفوضى فيه للوصول الى المحيط الهندي ، واستخدام الاراضي اليمنية كمعبر آمن لتصدير نفطها الى العالم بعيدا عن مضيق هرمز. حقيقة سعي السعودية لتقسيم وتجزئة اليمن ، لم يكن شيئا جديدا لدى المراقبين للعلاقة غير المتكافئة لليمن مع جارته الشمالية ، والسياسة والمواقف التي اتخذتها السعودية ، والتي تصب بمجملها في صالح خيار الجهات التي تقف وراء مخطط التقسيم والشرذمة ، لكن الجديد في الامر ان هذه الحقيقة ، اقرت بها جهات محسوبة ضمن حلفاء النظام السعودية ، والتي كانت الى الامس القريب تكذب كل ما يقال عن العلاقة الوثيقة بين السعودية والقاعدة و "داعش" و الجمعيات التكفيرية الاخرى ومن ضمنها ميليشيا الاصلاح والانفصاليين الجنوبيين ، وعن الاجندات الخفية للسعودية وراء اشعال الساحة اليمنية بالفتن الطائفية والفوضى.
من الاصوات التي اخذت ترتفع وتفضح النوايا الحقيقية للسعودية في اليمن ، كان صوت الكاتب ومدير مشروع الاستخبارات في معهد "بروكينجز" بروس ريدل، الذي كشف عن السبب الحقيقي وراء التعاون القائم بين السعودية والقاعدة ، في معقلها الرئيسي في محافظة حضرموت ، اكبر محافظات اليمن ، حيث ساهم الدعم السعودي للقاعدة في سيطرة الاخيرة على مكلا مركز المحافظة ، بعد القصف السعودي المكثف على مواقع الجيش اليمني وانصارالله. واوضح ريدل ان ممارسات السعودية في اليمن تكثف حقيقة ما قيل عن حقيقة المؤامرة السعودية في اليمن ، والقائمة على اعتبار القاعدة حليف مهم للسعودية ضد "أنصار الله" ، وهذا الامر يعزز الشكوك التي كانت موجودة منذ فترة طويلة ، كما يقول ريدل ، حول نية المملكة بضم محافظة حضرموت اليمنية إليها ليمنحها ذلك فرصة الوصول إلى المحيط الهندي ومسار لخط أنابيب نفطي إلى المكلا، مما سيسمح بوصول النفط السعودي إلى البحر دون الحاجة إلى عبور مضيق هرمز. واعتبر الكاتب، أن تنظيم القاعدة يعتبر الفائز الاكبر من العدوان السعودي على اليمن ، فمنذ مطلع نيسان / أبريل الماضي تمكن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من السيطرة على مدينة المكلا خامس أكبر مدن اليمن، فضلا عن سيطرته على مساحة كبيرة من مديرية حضرموت، وهي أكبر محافظة يمنية وكان بها ثلث إنتاج اليمن من النفط قبل العدوان السعودي على اليمن.
تابعنا على مواقع التواصل الإجتماعي