مقدمة موضوع عن الصبر قصير يتطلّب التحلّي بالخصال الحميدة أسس ووسائل عدّة تساعد الإنسان في تخطّي الصعاب والوصول إلى المُبتغى، ومن هذه الأسس والوسائل الصبر ويُعرف في اللغة بأنّه نقيض الجزع وأَصله الحَبْس، أمّا في الاصطلاح فهو حبس النفس على كل ما يقتضيه العقل والشرع وقد عرّفه ابن القيّم بأنّه حَبْس النفس عن الجزَع وحَبْس الجوارح عن التشويش وَحَبْس اللسان عن الشّكوى.
سورة البقرة. شعر عن الصبر قال ابن الرومي: أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبٌ فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ. هناك يَحِقُّ الصبرُ والصبرُ واجبٌ وما كان منه كالضرورة أوجبُ. فشدَّ أمرؤٌ بالصبر كفّاً فإنهُ له عِصمةٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ. هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ مكارِهُ دهرٍ ليس منهنّ مَهْربُ. أَعُدُّ خِلالاً فيه ليس لعاقل من الناس إِن أُنصفنَ عنهنّ مرغبُ. لَبُوسُ جَمَالٍ جُنَّةٌ من شماتةٍ شِفاءُ أسىً يُثنَى به ويُثَوَّبُ. فيا عجباً للشيء هذي خلالهُ وتاركُ ما فيه من الحظّ أعجبُ. وقد يَتظنَّى الناسُ أنّ أَساهُمُ وصبرَهُمُ فيهم طِباعٌ مركَّبُ. وأنهما ليسا كشيءٍ مُصَرَّفٍ يُصرِّفُهُ ذو نكبةٍ حين يُنكبُ. فإن شاء أن يأسَى أطاع له الأسى وإن شاء صبراً جاءهُ الصبرُ يُجلَبُ. ولكن ضروريان كالشيء يُبتلى به المرءُ مَغْلوباً وكالشيء يذهبُ. وليسا كما ظنوهما بل كلاهما لكل لبيبٍ مستطاعٌ مُسبَّبُ. يُصرِّفه المختارُ منا فتارةً يُرادُ فيأتي أو يُذادُ فيذْهبُ. إذا احتج محتجٌ على النفس لم تكد على قَدَرٍ يُمنَى لها تتعتّبُ. وساعَدَهَا الصبرُ الجميلُ فأقبلتْ إليها له طوعاً جَنائبُ تُجنَبُ. وإنْ هو منَّاها الأباطيل لم تزل تُقاتل بالعَتْبِ القضاءَ وتُغلَبُ.
والموطن الثاني أثناء الطاعة هل يؤديها بخشوع أم يؤديها، وهو مشغول البال، وهل يؤديها على عجلة أم بتأني ليتأكد من أدائها بشكل صحيح. الموطن الثالث في نهاية الطاعة عندما يصبر على نتائجها، ولا يتعجل، ويتذكر أنه أدي العبادة بفضل الله وحده. 2- الصبر على الابتلاءات من خلال أن يمنع المرء نفسه من الجزي عند وقوع قضاء الله خاصة أنه قد يصاب بابتلاءات كالمرض، أو الفقر، وغيرها الكثير، ولا يستطيع دفعها عن نفسه. فيكون حله الوحيد تعويد نفسه على الصبر، والرضا بما قسمه الله. ويعتبر الرضا أعلى مكانة من الصبر حيث يوجد فرق بينهما لأن الصبر يعني الصبر على قضاء الله، وعدم الجزع. أما الرضا يعني شكر الله على كل حال حتى على البلاء لأنه بالتأكيد فيه نعمة خفيت على المؤمن. الطلاب شاهدوا أيضًا: 3- الصبر على الظلم فمن صبر على من ظلمه، وترك عقابه لله ولم ينتقم فمن المؤكد أن عقاب الله سيكون أقوى، وأشد. وخير دليل على ذلك هو نصر الله لبني إسرائيل بعد أن صبروا، وثبتوا على إيمانهم حيث يقول الله تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا). 4- الصبر على فقد الأحبة عندما يفقد المرء شخص عزيز عليه يعاني من ألم شديد فيصبح حله الوحيد هو الصبر لأن البكاء، والصراخ لن يعيد الميت فبالتالي يكون له ثواب عظيم عند الله.
ومن مجالاته: الصبر على المرض قال صلى الله عليه وسلم: «لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة، ولا مسلم ولا مسلمة، إلا حط الله عنه من خطاياه» [أحمد]. وقال: «المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر» [رواه ابن أبي الدنيا]. ومن المجالات: الصبر على قلة ذات اليد وشظف العيش قال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} [البقرة] البأساء: الفقر، والضراء: المرض، حين البأس: عند مجابهة العدو. ومنها: الصبر على ظلم ولاة الأمر ومنها: الصبر على جهاد الأعداء قال تعالى في آخر آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. ومن مجالاته: الصبر على تربية البنات ومنها: صبر الزوجة على زوجها، وصبره عليها فقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» [مسلم]. وتصبر الزوجة على زوجها لتستقيم الحياة، ولئلا يقع ما يحبه الشيطان منا. منها: الصبر على التكسب لإعالة الأسرة فقرة الحكم – الصبر على شهوة القلب هو العفة.
والتصبر: تكلف الصبر والتحقيق إن في الصبرالمعاني الثلاثة: المنع، الشدة ، والضم. وعكس الصبر الجزع. ويعرف الغزالي الصبر بأنه: عبارة عن ثبات باعث الدين في مقاومة الهوى. إن دافع الهوى قد يدفع الإنسان إلى التكاسل عن أداء الطاعات، أو إلى فعل المنهيات، أو إلى الضجر والجزع عند الابتلاء، فيقاومه باعث الدين. إذن الصبر هو حمل النفس على أداء الطاعات، وإجتناب المنهيات، وتقبل البلاء برضا وتسليم. يقسمه ابن القيم باعتبار متعلقه إلى ثلاث أقسام: 1- صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ولاشكّ أن الأمر سيكون بالنسبة للذين عرفوا الطريق الصحيح والمستقيم لذيذاً، لأنه في سبيل الله ونحو الهدف المقدس والسامي للإنسانية. فبالنسبة لهؤلاء تتحول كل المرارات والآلام إلى شيء عذب وقابل للتحمّل. فنفس الصلاة هي لذيذة وحلوة عند أهل الله الذين تذوقوا حلاوتها واستعذبوها. لها نرى الرسول عندما كان يحين موعد الصلاة يقول لبلال المؤذن: "أرحنا يا بلال". وهكذا في الجهاد في سبيل الله، فهو عند أصحاب القلوب القوية. يبعث فيهم النشاط والحيوية، ويرونه طريقاً للسعادة والثبات 2- صبر على المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها. والإنسان يميل بشكل طبيعي نحو تأمين وسائل الحياة وحاجاتها الأساسية.