ماهر المعيقلي || وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم - YouTube
وليت من حرم نعمة الولد أن يتأمل هذه الآية لا ليذهب حزنه فحسب، بل ليطمئن قلبه، وينشرح صدره، ويرتاح خاطره، وليته ينظر إلى هذا القدر بعين النعمة،وبصر الرحمة، وأن الله تعالى رُبَما صرف هذه النعمة رحمةً به! وما يدريه؟ لعله إذا رزق بولد صار - هذا الولد - سبباً في شقاء والديه، وتعاستهما، وتنغيص عيشهما! أو تشويه سمعته، حتى لو نطق لكاد أن يقول:؟؟؟ 4 ـ وفي السنة النبوية نجد هذا لما ماتت زوج أم سلمة: أبو سلمة رضي الله عنهم جميعاً، تقول أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. إلا أخلف الله له خيرا منها». قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبى سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه؟ ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه! فتأمل هذا الشعور الذي انتاب أم سلمة ـ وهو بلا شك ينتاب بعض النساء اللاتي يبتلين بفقد أزواجهن ويتعرض لهن الخُطاب ـ ولسان حالهن: ومن خير من أبي فلان؟! فلما فعلتْ أم سلمة ما أمرها الشرع به من الصبر والاسترجاع وقول المأثور، أعقبها الله خيراً لم تكن تحلمُ به، ولا يجول في خلدها.
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم تلاوة القارئ محمد هشام - YouTube
المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول وانسجام مع كل ما يحدث له من خير وشر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها، وفي أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، ومهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف وسوف يجتاز بها العواصف والحر والبرد والجليد والضباب. وهو من فرط ثقته ينام وينعس في كرسيه في اطمئنان وهو لا يرتجف ولا يهتز إذا سقطت الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل.. فهذه أمور كلها لها حكمة وقد حدثت بإرادة القائد وعلمه وغايتها المزيد من الأمان، فكل شيء يجري بتدبير وكل حدث يحدث بتقدير، وليس في الإمكان أبدع مما كان.. وهو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة وبلا مجادلة ويعطيه كل ثقته بلا تردد ويتمدد في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل. وهذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير ويدير مجريات الحوادث ويقود الفلك الأعظم ويسوق المجرات في مداراتها والشموس في مطالعها ومغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية خير. إذا مرض ولم يفلح الطب في علاجه.. قال في نفسه.. هو خير.. وإذا احترقت زراعته من الجفاف ولم تنجح وسائله في تجنب الكارثة.. فهي خير.. وسوف يعوضّه الله خيرًا منها.. وإذا فشل في حبه.. قال في نفسه حب فاشل خير من زيجة فاشلة.. فإذا فشل زواجه.. قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر وراحت.. والوحدة خير لصاحبها من جليس السوء.. وإذا أفلست تجارته قال الحمد لله لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني وأن مكاسب الدنيا ستكون خسارة عليّ في الآخرة.. وإذا مات له عزيز.. قال الحمد لله.. فالله أولى بنا من أنفسنا وهو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة في أعمارنا خيرًا لنا ومتى تكون شرًا علينا.. سبحانه لا يُسأل عما فعل.
تمت 8/10/2011 - اخوكم جهراوي @jahrawi وانتظرو الموضوع القاد م ان شاء الله وقصتي مع شركة طيران فلاي دبي.
إن المبادئ مفاهيم مطلقة الزمان والمكان، ولذا فنحن نردد مقالات الفلاسفة والمصلحين والمفكرين من كل زمان وفي أي مكان، لأنها لم ترتبط بأشخاص، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، وكم يحزنني عندما أجد من يحرم نفسه الاستفادة من الخير الموجود لدى الآخرين بسبب تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان. ولذا علينا أن نراجع مواقفنا بشكل مستمر، ونعرضها على مسطرة المبادئ والقيم والأخلاق والمنطق السليم، فإن وجدنا فيها خيراً تمسكنا به، وعضضنا عليه، وإن وجدنا غير ذلك تراجعنا عنه، وطلقناه طلاقاً بائناً بينونة كبرى، وكبّرنا عليه أربعاً، ولا نستمر في التأسف والتحسر على مواقف سابقة أخطأنا تقديرها، فكلنا معرض لصنوف الخطأ والنسيان والتقديرات غير السليمة، ولكن الحسرة والندامة الحقيقة عندما نخسر أنفسنا باستمرارنا في الخطأ ونحن نعلم ذلك علم اليقين. د. عبداللطيف الصريخ Twitter: @Dralsuraikh تم نشر هذا المقال في جريدة الراي الكويتية بتاريخ ٩ إبريل ٢٠١١ الأوسمة: التفاؤل
آخر تحديث فبراير 15, 2020 فاطمة العلوي الطالبي بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [1] هذه الآية نزلت لفرض الجهاد في سبيل الله على المسلمين، بعد أن كثر عددهم واشتد عضدهم، وذلك لكف شر الأعداء عن حوزة الإسلام. فالقتال في سبيل الله فريضة شاقة وثقيلة على النفوس لما فيها من بذل المال والجهد وخطر هلاك النفس، وهذا إحساس فطري بالنسبة للإنسان، كما بينه الحق سبحانه بقوله " وهو كره لكم "، أي شاق عليكم، ولكن ما يهون كل تلك الأحاسيس التي يشعر بها المؤمن هو وعد الله بأن فيه الخير والنفع للأمة جمعاء، لأن في القتال إما الظفر والغنيمة، أو الشهادة والأجر. كما أن العكس صحيح أي " وعسى أن تحبوا شيئا …"، والإشارة هنا إلى حب عدم القتال ففيه شر لكم لأن فيه الذل والمهانة والحرمان من الأجر [2]. قال ابن عاشور: "وهذا الكلام تلطف من الله تعالى لرسوله وللمؤمنين، وإن كان سبحانه غنيا عن البيان والتعليل، لأنه يأمر فيطاع، ولكن في بيان الحكمة تخفيفا من مشقة التكليف، وفيه تعويد المسلمين بتلقي الشريعة معللة مذللة، فأشار إلى أن حكمة التكليف تعتمد المصالح ودرء المفاسد، ولا تعتمد ملاءمة الطبع ومنافرته، إذ يكره الطبع شيئا وفيه نفعه وقد يحب شيئا وفيه هلاكه، وذلك باعتبار العواقب والغايات، فإن الشيء قد يكون لذيذا ملائما ولكن ارتكابه يفضي إلى الهلاك، وقد يكون كريها منافرا وفي ارتكابه صلاح. "
انتهت القصة وتبقى العبرة وهي هكذا الحياة تمرك حوادثها فترى انها شر ولكن في باطنها الخير الكثير ولا يخفى علينا قصة ام موسى عليه السلام عندما القته في البحر وقصة يوسف عليه السلام مع ابيه يعقوب عليه السلام وقصة الغلام مع الخضر وقصة أم سلمةلما توفى زوجها: أبو سلمة رضي الله عنهم جميعاً تقول أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يقول: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. إلا أخلف الله له خيرا منها). قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبى سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه؟ ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه! والقصص كثيرة والعبر فيها كبيره.. والمطلوب هو أن يتوكل المسلم على الله ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة فإذا وقع شيءٌ على خلاف ما يحب فليتذكر هذه القاعدة القرآنية العظيمة: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
#1 اسرار قول الله تعالى وعسى ان تكرهوا شبئا وهو خيرا لكم بسم الله الرحمن الرحيم قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-: "في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد: فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب، فان الله يعلم منها مالا يعلمه العبد، وأوجب له ذلك أمورًا منها: * أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه في الابتداء؛ لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح، وإن كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع. * وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهى وإن هويته نفسه ومالت إليه، وإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب، وخاصيَّة العقل تحمُّل الألم اليسير لما يُعْقِبه من اللذة العظيمة والخير الكثير، واجتناب اللذة اليسيرة لما يُعْقِبها من الألم العظيم والشر الطويل.