قضاء حوائج المسلمين والسعي في انجاح مقاصدهم، وهو من اعظم افراد النصيحة ولا حد لمثوبته عند الله. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من قضى لأخيه المؤمن حاجة فكأنما عبد الله دهره)(1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مشى في حاجة اخيه ساعة من ليل أو نهار قضاها أو لم يقضها كان خيرا له من اعتكاف شهرين)(2). وقال ابو جعفر (عليه السلام): (أوحى الله عز وجل الى موسى (عليه السلام): إن من عبادي من يتقرب الي بالحسنة، فأحكمه في الجنة، فقال موسى: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته ، قضيت أم لم تقض)(3). وقال عليه السلام: (من مشى في حاجة اخيه المسلم اظله الله بخمسة وسبعين الف ملك، ولم يرفع قدماً الا كتب الله له حسنة وحط عنه بها سيئة ويرفع له بها درجة، فإذا فرغ من حاجته كتب الله عز وجل له بها اجر حاج ومعتمر)(4) وقال عليه السلام: (ان المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده، فيهتم بها قلبه فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة)(5). وقال الصادق (عليه السلام): (من قضى لأخيه المؤمن حاجته، قضى الله تعالى له يوم القيامة مائة الف حاجة، من ذلك أولها الجنة، ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه واخوانه الجنة بعد ان لا يكونوا نصاباً)(6).
ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة. فدخل إليها طلحة نهارا فإذا عجوزا عمياء مقعدة ، فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني ، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى. فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة ، عثرات عمر تتبع؟! 3) وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن 4) وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر 5) وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته. فيقول: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة ، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها وإذا علمت أخي المسلم أن هذا الثواب العظيم كله لمن يخدم أخاه المسلم وهو له سنة فاضلة. فكيف بمن يكون في خدمة والديه وفي قضاء حوائجهما وهو أمر واجب عليه. فالله الله بالوالدين والحذر كل الحذر من العقوق أعاذنا الله وإياكم من ذلك. *منقول.. ---------------- ** تعليق على الموضوع.. قد كثر بيننا من يتكبر بمصدر قوة يمتلكها ويتميز بها عن غيره ، وفوق كل ذلك يذل أخيه من هو حاجة لما يملكه هو.. وينسى أن الدنيا في تقلب من حال إلى حال.. فدوام الحال من المحال... ويغفل عن يوم يقف فيه للحساب...!!