هذه النظرة للموت هي النظرة النموذجية للفكر الملحد الذي يفسر الوجود كحضور عرضيٍّ في العالم وكمسيرة نحو العدم. إنما هناك أيضًا الإلحاد التطبيقي وهو العيش بحسب مصالحنا الشخصيّة والأمور الأرضيّة. فإن سمحنا لهذه النظرة للموت أن تسيطر علينا فلن يكون لدينا خيار آخر غير محاولة إخفاء الموت أو رفضه أو حتى تسخيفه لكي لا يخيفنا. لكن أمام هذه الحلول الزائفة، تابع البابا فرنسيس يقول، يثور "قلب" الإنسان لرغبته بالمطلق، وحنينه للأبدي. ما هو إذًا معنى الموت المسيحي؟ إذا نظرنا إلى أكثر اللحظات المؤلمة في حياتنا، عند خسارتنا لشخص عزيز علينا، نلاحظ أنه حتى في مأساة الخسارة هذه، حتى عندما يمزقنا هذا الانفصال، ترتفع من قلوبنا القناعة بأن هذه ليست النهاية، وبأن الخير الذي منحناه ونلناه لم يكن هباء. لأن هناك حدس في داخلنا يقول لنا أن حياتنا لا تنتهي بالموت. وعطش الحياة هذا يجد جوابه في قيامة يسوع المسيح، فهي لا تعطينا اليقين فقط بحياة بعد الموت بل تنير أيضًا سرّ موت كل فرد منا. فإن عشنا متحدين بيسوع وأمناء له سنصبح قادرين على مواجهة انتقالنا من هذه الحياة برجاء وسكينة. وبهذا الصدد تصلي الكنيسة قائلة: "وإن كان اليقين بأنه علينا أن نموت يحزننا، لكن وعد الحياة الأبدية يعزينا".
يقول تعالى ذكره لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: " ثم انظر " ، يا محمد= " أنَّى يؤفكون " ، يقول: ثم انظر، مع تبييننا لهم آياتنا على بُطول قولهم، أيَّ وجه يُصرَفون عن بياننا الذي نبيِّنه لهم؟ (23) وكيف عن الهدى الذي نهديهم إليه من الحق يضلُّون؟ * * * والعرب تقول لكل مصروف عن شيء: " هو مأفوك عنه ". يقال: " قد أفَكت فلانًا عن كذا " ، أي: صرفته عنه، " فأنا آفِكه أفْكًا، وهو مأفوك ". و " قد أُفِكت الأرض " ، إذا صرف عنها المطر. (24) ------------- الهوامش: (19) الزيادة بين القوسين لا بد منها حتى يستقيم الكلام. (20) انظر تفسير "المسيح" فيما سلف ص: 480 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (21) انظر تفسير "الصديق" فيما سلف 8: 530- 532. (22) انظر تفسير "الآيات" فيما سلف (أيي). (23) المطبوعة: "بينته لهم" ، والصواب من المخطوطة ، وهي غير منقوطة. (24) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 174 ، 175.
أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أرغب في متابعة التعليم حول قانون الإيمان الذي بدأناه خلال "سنة الإيمان" التي اختتمناها يوم الأحد الماضي. في تعليم اليوم وفي تعليم الأسبوع المقبل سوف أتوقف عند موضوع قيامة الأجساد، وبالتحديد عند النقطتين اللتين يقدمهما لنا التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، أي موتنا وقيامتنا في المسيح يسوع. سنتحدث اليوم عن النقطة الأولى: "الموت في المسيح". تابع البابا فرنسيس يقول: هناك طريقة خاطئة للنظر إلى الموت. فالموت يطالنا جميعًا ويجعلنا نطرح أسئلة عميقة لاسيما عندما يلمسنا أو عندما يطال الأطفال والضعفاء بطريقة "فاضحة". أضاف البابا يقول هناك سؤال يستوقفني دائمًا وهو: لماذا يتألم الأطفال؟ لماذا يموت الأطفال؟ إذا نظرنا إلى الموت كنهاية لكل شيء عندها سيخيفنا ويحطمنا، وسيتحول إلى تهديد يحطم كل حلم وانتظار، يقطع كل علاقة ويوقف كل مسيرة. هذا ما يحصل إن نظرنا إلى حياتنا كزمن "مغلق" بين قطبين: الولادة والموت، وإن لم نؤمن أن هناك أفق يذهب أبعد من الحياة الحاضرة، وعندما نعيش حياتنا كما ولو أن الله غير موجود.
ومن يقوم بأعمال رحمة لا يخاف الموت لأنه يراه في جراح إخوته ويتخطاه بواسطة محبة يسوع المسيح. وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: إذا فتحنا باب حياتنا وقلبنا لإخوتنا الصغار يصبح عندها الموت بابًا ندخل من خلاله إلى السماء، التي نسير باتجاهها ونتوق لنقيم فيها دائمًا مع الله أبينا ويسوع ومريم والقديسين.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تنتشر العديد من الكتب التي تزعم أنها تخبر القصة الحقيقية للمسيح، والعديد من هذه الروايات تستند على التوقعات والتفكير الحالم، حيث أن الكثير مما نعرفه عن المسيح معروف للعالم منذ 2000 سنة، ورغم ذلك وحتى بالنسبة للمسيحيين الملتزمين فإن هناك العديد من المفاجآت التي يمكن العثور عليها مخفية في الأناجيل. وبفضل التطور في البحوث التاريخية والاكتشافات الأثرية فإننا نعلم اليوم أكثر عن حياة المسيح، وعليه إليك خمسة أمور على الأغلب لم تكن تعلمها من قبل: 1- المسيح جاء من قرية صغيرة لا يُعرف مكانها: كل علماء الآثار في العصر الحديث تقريبا يوافقون على أن مدينة الناصرة كان فيها بين 200 إلى 400 شخص، القرية التي ينتمي إليها المسيح لم تُذكر سواء في العهد القديم أو في التلمود اللذين يلقيان الضوء على عدد من القرى الأخرى في المنطقة.
هذه المقالة عن مسيح. لمعانٍ أخرى، طالع مسيح (توضيح).