و لكن تكرر هذا الأمر للمرة الثانية، وأثناء لقائه الثاني بها في فيلم «الحب الضائع»، و كذلك عقب الانتهاء من تصوير أحد مشاهد العمل، جثى رشدي اباظة على ركبتيه أمام السندريلا للمرة الثانية، وقال لها: «أنا بحبك»،هذا رغم وجود الجميلة صاحبة أجمل عيون في الشرق الأوسط زبيدة ثروت معهم في كواليس العمل، إلا أن سعاد حسني هي دائما ما تخطف الانظار و الكاميرا وقلوب كل من حولها، لترد على رشدي أباظة مستغيثة بمخرج الفيلم «هنري بركات»: «الحقني يا بركات.. رشدي هيدوبني». توطدت علاقة الصداقة القوية التي جمعت بين محرم فؤاد و سعاد حسني بعد وقوفهم معاً أمام الكاميرا للمرة الاولى في فيلم "حسن و نعيمة" و تطورت العلاقة للافضل، بعد مشاركتهم معاً للمرة الثانية في فيلم "من غير ميعاد". ولكن بسبب انشغال محرن فؤاد في أعماله و انشغال سعاد حسني في أعمالها انقطعت العلاقة بينهم ومرت الكثير من السنوات دون أن يرى فيها كلاً من الآخر، ولكنه دخل مسرعاً إلى ساحة احد الفنادق الضخمة و كانت سعاد حسني هناك بالصدفة في محاولة منها للحصول على عمل جديد، و كان قد انهكها المرض و غير من ملامحها بالكامل، خاصة بعدما تعرضت له من وزن زائد بشكل غير طبيعي، فلم ينتبه إليها محرم فؤاد بسبب شكلها الذي تغير تماماً.
وحينما عاد "خورشيد" إلى مكتبه في اليوم التالي كانت المفاجأة بأنه وجد الشموع لازالت مشتعلة دون أن تنصهر، ووفقا لما رواه "الحفناوي" ردد ذلك الزائر المريب أكثر من مرة على "خورشيد" في مكتبه حتى أقنعه أنه لن يضره بأي شكل، وهنا بدأت تنشأ علاقة الصداقة بينهما، حتى أخبره ذلك الكائن بكل ما يتعلق بنهايته، الذي أكد لـ"خورشيد" بأنه يرى وجهه معكوسا على شظايا الزجاج وعليه بركان أحمر يتلألأ فوق جبال قاتمة لونها أسود.
الرئيسية / الرائج صراخ هستيري للسندريلا سعاد حسني.. في مشهد خادش مع رشدي اباظة في هذا الفيلم والمخرج لم يتحرك وترك البطل يكمل حتى النهاية! قبل 5 أشهر سالي محمد ظلت وستبقى للأبد "سعاد حسني" السندريلا التي لن تتكرر، فحين تذكرها فقط تجد عيناك تضحك و ان كنت في مزاج سيئ، فما بالك إذا جلست أمام شاشة التلفاز ترى و تشاهد جمالها و سحر عينيها و خفة ظلها و روحها المرحة و صوتها العذب. سندريلا الشاشة العربية التي امتزجت ملامحها بالبراءة و الشقاوة و النضج و الرومانسية مما مكنها من تقديم كل الأدوار في العديد من الأفلام منهم: صغيرة على الحب - بئر الحرمان – حسن و نعيمة – خالي بالك من زوزو – غريب في بيتي – حب في الزنزانة – موعد على العشاء – شفيقة و متولي و غيرهم الكثير فقد قدمت إلى السينما المصرية ما يقرب من 85 فيلم جميعهم أفلام رائعة. وقع في حبها الراحل فتى الشاشة الاول رشدي أباظة، أثناء تصويرهم لفيلم «غروب وشروق» ، فعقب انتهاء تصوير أحد المشاهد الفيلم و خلف الكواليس، و في مشهد مفاجيءلكل من كانوا في كواليس العمل، ركع أمامها «رشدي أباظة» قائلًا لها: «أنا بحبك»، لكن لأن رشدي أباظة معروفاً بنزواته، خاصة مع الفنانات،فلم تصدقه سعاد و أخذت تضحك معبرة عن سعادتها بكلماته و لكنها لم تأخذه على محمل الجد.
وقال سربية عن هذا اللقاء أن سعاد حسنى انتابتها خلال الفترة الأخيرة من حياتها حالة كبيرة من السرحان والرغبة فى البعد عما يحيطها من مظاهر الحياة وكأنها كانت تغطس أكثر وأكثر فى أعماق مرض الاكتئاب الذى كتب السطور الأخيرة فى حياتها. وكان الكاتب الصحفى محمد بديع سربية عرف سعاد حسنى فى بداياتها وهو الذى لقبها بالسندريلا الناعمة ، ورغم أن سعاد كانت مقلة فى أحاديثها الصحفية إلا أن علاقتها بسربية كانت استثناء حيث اعتبرته من الأصدقاء المقربين. والتقى سربية بسعاد حسنى صدفة فى باريس خلال أزمة مرضها وقبل أن تبتعد عن عدسات الكاميرات ، وكتب عن هذا اللقاء تحت عنوان " لقاء الصدفة فى باريس مع سعاد حسنى"، وأوضح أنه كان يتناول العشاء فى أحد المطاعم بباريس مع الشحرورة صباح وزوجها وقتها فادى لبنان ، حيث جمعته معهم صدفة اللقاء فى لندن قبلها بأسبوع وجاءوا معا إلى باريس. وأشار إلى أنه أثناء وجوده فى المطعم سمع همسا من مائدة مجاورة حيث تتسائل سيدة إن كانت السيدة التى تدخل من بابا المطعم مع صديقتها هى سعاد حسنى أم لا وتقول:"هى بعينها سعاد حسنى لكنها تخنانة شوية" ، ليلتفت سربية ويفاجئ بالسندريلا بينما يستقبلها جرسون المطعم وتعلو وجهها ابتسامتها المميزة.
بعد 20 سنة من رحيل سندريلا الشاشة النجمة سعاد حسني والغموض الذي ساد حول ظروف وفاتها ما بين انتحارها وقتلها عمداً، فجّرت جنجاه عبد المنعم، شقيقة سعاد من أمّها، مفاجآت تنفي صحّة ما جاء في تقرير الطب الشرعي البريطاني والمصري التابع لجثة شقيقتها والمغالطات التي أُطلقت عقب رحيلها. انكسرت جمجمتها! في تصريح صحفي لها، كشفت جنجاه عن أمرٍ لاحظته أثناء تغسيل جثة أختها، حيث لاحظت وجود كسراً واضحاً في الجمجمة من الخلف مكذّبة بذلك نتائج تقرير الطب الشرعي البريطاني والمصري الذي نفى وجود أي كسور في الجمجمة، وعلّقت الأخيرة قائلة "حسبنا الله ونعم الوكيل". وردّاً على الأخبار التي أفادت أنها فقدت شعرها أو تم حلق شعرها بالموس، قالت جنجاه: "اللي قال الكلام ده كل تخريف وكذب! " واعتبرت أن كل من أطلق هذه الأخبار كان هدفه تشويه صورة سعاد حسني وتخويف أسرتها من رؤية جثتها. ووصفت شكل شقيقتها كما رأته بعد وفاتها لتُبرر صحة قولها، فقالت: "سعاد شعرها كان طويلاً جداً وقت وفاتها، حتى أنه كان واصل لنصف ظهرها، وكان طبيعي مش مصبوغ حتى لونه كان أسود في شعر شائب أبيض". اجمل تسريحات السندريلا سعاد حسني قُتلت عمداً داخل شقتها ولم تنتحر!